عبدالعاطى مشرف
عدد الرسائل : 390 تاريخ التسجيل : 13/06/2007
| موضوع: هل تتزوج النساء فى الجنة 1/24/2009, 2:22 pm | |
| الحمدلله الذي جعل جنة الفردوس لعباده المؤمنين نزلا .. ويسرهم للأعمال الصالحه الموصلة أليها فلم يتخذو سواها شغلا .. وسهل لهم طرقها فسلكوا السبل الموصلة إليها ذللا .. وبشرهم بما بها على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم خير البشر ..وكمل لهم البشرى بكونهم خالدين فيها لايبغون عنها حولا ..
واشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له شهادة عبده وابن عبده ابن أمته ومن لاغنى به عن طرفة عين عن فضله ورحمته ..وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وأمينه على وحيه وخيرته من خلقه ...أرسله رحمة للعالمين ومحجة للسالكين .. وحجة على العباد أجمعين ..
(أمـــــا بــعــــد ) :
وإن الجنة ونعيمها ليست خاصة بالرجال دون النساء ،إنما هي قد "أعدت للمتقين" من الجنسين ..وينبغي للمرأه أن لا تشغل بالها بكثرة الأسئلة والتنقيب عن تفصيلات دخولها الجنة ..ويكفيها أن تعلم أنه بمجرد دخولها الجنة تختفي كل تعاسة وشقاء مر بها , ويتحول ذلك إلى سعادة دائمة وخلود أبدي ويكفيها قوله تعالى "لا يمسهم فيها نصب ولا يمسهم فيها لغوب" .
وعند ذكر الله للمغريات الموجودة في الجنة من أنواع المأكولات والمناظر الجميلة , والمساكن ,والملابس ,فإنه يعمم ذلك الجنسين ,فالجميع يستمتع بما سبق . ويتبقى أن الله قد أغرى الرجال وشوقهم للجنة بذكر مافيها من الحور العين والنساء الجميلات ولم يرد مثل ذلك للنساء ,فقد تتسائل المرأة عن سبب هذا؟؟
والجواب لذلك : 1- أن الله تعالى "لا يسأل عن ما يفعل وهم يسالون" ولكن لا حرج من أن تستفيد من حكمة هذا العمل من النصوص الشرعية واصول الإسلام. 2- أن من طبيعة النساء الحياء –كما هو معلوم- ولهذا فإن الله –عز وجل- لا يشوقهن للجنة بما يستحين منه . 3- أن شوق المرأه للرجال ليس كشوق الرجال للمرأة –كما هو معلوم- ولهذا فإن الله شوق الرجال بذكر نساء الجنة ,اما المرأة فشوقها إلى الزينة من اللباس والحلي يفوق شوق الرجال لأنه مما جبلت عليه " أومن ينشؤ في الحلية وهو في الخصام غير مبين". 4- قال الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-: ( إنما ذكر الله عز وجل الزوجات للأزواج لأن الزوج هو الطالب وهو الراغب في المرأة فلذلك ذكرت الزوجات للرجال في الجنة وسكت عن الأزواج للنساء , ولكن ليس مقتضى ذلك أنه ليس لهن أزواج ؛بل لهن أزواج من بني آدم )
فالمرأة لاتخرج عن هذه الحالات في الدنيا ؛فهي أ/إما تموت قبل أن تتزوج . ب/ وإما أن تموت بعد طلاقها , قبل أن تزوج من آخر. ج/ وإما أن تكون متزوجة ولكن لايدخل زوجها الجنة والعياذ بالله . د/ وإما أن تموت بعد زواجها . هـ/ وإما أن يموت زوجها ، وتبقى بعده بلازوج حتى تموت. و/ وإما أن يموت زوجها فتتزوج بعده غيره .
هذه حالات المرأة في الدنيا , ولكل حالة مايقابلها في الجنة :
أ/ المرأة التي ماتت قبل أن تتزوج فهذه يزوجها الله –عز وجل- في الجنة من رجل من أهل الدنيا لقوله صلى الله عليه وسلم ((مافي الجنة أعزب)). قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: ( إذا لم تتزوج في الدنيا _أي المرأة_ فإن الله تعالى يزوجها بما تقر به عينها في الجنة ,فالنعيم في الجنة ليس مقصورا على الذكور ,وإنما هو للذكور والإناث , ومن جملة النعيم : الزواج ). ومثلها : ب/ المرأة التي ماتت وهي مطلقة ومثلها :ج/ المرأة التي لم يدخل زوجها الجنة . قال الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله- : ( فالمرأة إن كانت من أهل الجنة ولم تتزوج ,أو كان زوجها ليس من أهل الجنة وفإنها إذا دخلت الجنة فهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من الرجال )أي يتزوجها أحدهم .. د/ وأما المرأة التي ماتت بعد زواجها فهي في الجنة لزوجها الذي ماتت عنه . هـ/ وأما المرأة التي مات عنها زوجها فبقيت بعده لم تتزوج حتى ماتت فهي زوجة له في الجنة . و/ وأما المرأة التي مات عنها زوجها فتزوجت بعده فإنها تكون لآخر أزواجها مهما كثروا ؛لقوله صلى الله عليه وسلم (المرأة لآخر أزواجها) .
وقد يقول قائل : إنه ورد في دعاء الجنازة أننا نقول ( وأبدلها زوجا خيرا من زوجها ) فإن كانت متزوجة فكيف ندعو لها بهذا ونحن نعلم أن زوجها في الدنيا هو زوجها في الجنة ,وإن كانت لم تتزوج فأين زوجها؟ قال الشيخ اين عثيمين-رحمه الله- إجابة على ذلك (إن كانت غير متزوجة فالمراد خيرا من زوجها المقدر لها لو بقيت, وأما ان كانت متزوجة فالمراد بكونه خيرا من زوجها أي خيرا في الصفات ف الدنيا ؛لأن التبديل يكون بتبديل الأعيان ويكون بتبديل الأوصاف).
مسألــة : ورد في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم للنساء ((إني رأيتكن أكثر أهل النار ))وقال في حديث آخر((إن أقل ساكني الجنة النساء )) وورد في حديث أخر صحيح أن لكل رجل من أهل الدنيا زوجتان من نساء الدنيا .
فاختلف العلماء –لأجل هذا – في التوفيق بين الأحاديث السابقه أي هل النساء أكثر في الجنة أم في النار؟ فقال بعضهم :بأن النساء يكن أكثر أهل الجنة وكذلك أكثر أهل النار لكثرتهن .قال القاضي عياض : (النساء أكثر ولد آدم ) . وقال بعضهم : بأن النساء أكثر أهل النار للأحاديث السابقة .وأنهن أيضاً أكثر أهل الجنة إذا جمعن مع الحور العين فيكون الجميع أكثر من الرجال في الجنة . وقال أخرون : بل هن أكثر أهل النار في بداية الأمر ثم يكن أكثر أهل الجنة بعد أن يخرجن من النار في الشفاعة _وفي هذا الباب تفصيل طويل تنحيت عن ذكره _ .
ويجب العلم أن المرأة إذا دخلت الجنة فإن الله يعيد إليها شبابها وبكارتها ..للأحاديث الواردة . وورد أن نساء الدنيا يكن أجمل من الحور العين بأضعاف كثيرة ؛نظراً لعبادتهن . وقال ابن القيم : (أن كل واحد محجور عليه أن يقرب أهل غيره فيها ). أي في الجنة .
فهذه الجنة قد تزينت للنساء كما تزينت للرجال , والجنة مهرها العمل الصالح والايمان وليس الأماني مع التفريط
أسأل الله أن يوفق نساء المسلمين للفوز بجنة النعيم .والخلود المقيم ((منقوووووووول للأمانة)) | |
|