منتدى شباب الزهراء بعين شمس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى شباب الزهراء بعين شمس

اتفضل البيت بيتك
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 المُؤمِنُ وَ الكَافِر

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
albangy
عضو جديد
عضو جديد
albangy


ذكر
عدد الرسائل : 2
العمر : 43
اليلد : dubai
الحالة الاجتماعية : single
تاريخ التسجيل : 18/06/2007

المُؤمِنُ وَ الكَافِر Empty
مُساهمةموضوع: المُؤمِنُ وَ الكَافِر   المُؤمِنُ وَ الكَافِر Icon_minitime6/18/2007, 9:18 pm

المُؤمِنُ وَ الكَافِر

وقد وردت هذه القصة القرآنية الرائعة فى سورة الكهف ..

قال الله (تعالى) :



{وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا {32} كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَرًا {33} وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا {34} وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا {35} وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا {36} قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا {37} لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا {38} وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا {39} فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا {40} أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا {41} وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا {42} وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا {43} هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا } [سورة الكهف : الايات من 32 : 44 ]



..

هذه قصة رجلين أحدهما مؤمن والآخر كافر ... الأول فقير معدم ، والاخر ثرى متخم ..

الاول يعيش حياة الكفاف ، والاخر آتاه الله من الاموال والاولاد ، والخدم والعبيد والاتباع ما لا يكاد يحصى أو يعد ..

هذه قصة رجلين كانا ذات يوم صديقين حميمين ..

ثم فرق بينهما الايام ..

فصارا عدوين متباغضين ، وخصمين لدودين ، بعد أن كاناك كالاخوين المتآلفين ..



الاول اسمه (تمليخا) ؛ وهو المؤمن الشاكر ..

والاخر اسمه (قرطوش) ؛ وهى الجاحد الكافر ..



الاول كل همه ان يرضى ربه ، ولذلك فكل عمله للاخرة الباقية..

والاخر كل همه الدنيا وجمع الاموال ، وتكديس الثروات ، وكنز الذهب والفضة ..

فالاول يمثل القيم الخالدة الباقية ، والاخر يمثل القيم الزائلة الفانية ..

الاول نموذج للمؤمن القوى المعتز بإيمانه ودينه ، والذاكر لربه ، والذى يرى النعمة دليلا على وجود المنعم ، ووجوب شكره ..

والاخر نمذوج لحب الدنيا ، التى يرى فيها الغاية والبداية والنهاية ، وليس عنده الا الكفر والجحود ..



ولكن كيف كانت البداية ؟! كيف كانت بداية القصة ؟!



*******



كان (تمليخا)و(قرطوش) صديقين حميمين ، وشريكين متلازمين فى تجارة رابحة..

وذات يوم فض الصديقان الشركة بينهما .. وقسما المال بالتساوى ..

وكان المال ثمانية الاف دينار ، فأخذ كل منهما أربعة الاف دينار ..

افترق الصديقان ، وقرر كا منهما أن يعمل منفردا عن صاحبه ، وان يتصرف فى المال لينميه بالطريقة التى تناسب شخصيتة وعقيدته ، والطريق الذى اختاره لنفسه فى هذه الحياة الدنيا الفانية ، وما فيها من تقلبات فى الربح والخسارة ..

فاشترى ارضا زراعية بألف دينار .. وبنى دارا فاخرة بألف دينار .. واشترى عبيدا وبقرا ومتاعا بألف دينار ..



*******



وأما (تمليخا) المؤمن ، فقرر ان يتاخر بماله فى تجارة أخرى رابحة جدا .. فرر ان يتاجر بالأربعة الاف دينار فى تجارة الآخرة الباقية .. قرر أن يتاجر مع الله .. فقال مناجيا ربه (تعالى) :

اللهم ان (قرطوش) قد بنى أرضا بألغ دينار ، وانى اشتريت منك منك ارضا بألف دينار ،فاقبلها منى .. ثم تصدق بالأف دينار فى سبيل الله ، فاشترى بها عبيدا وأعتقهم لوجه الله (تعالى) ..

ثم قال (تمليخا) مناجيا ربه ..

اللهم إن (قرطوش)قد تزوج امرأة بألف دينار ، و إنى أخطب إليك من نساء الجنة بألف دينار ، فاقبلها منى ..

ثم تصدق بالألف دينار فى سبيل الله .. فاشترىبها طعاما ، وأطعم به الجياع ..

ثم قال (تمليخا) مناجيا ربه :

اللهم إن (قرطوش) قد اشترى خدما ومتاعا بألف دينار ، وإنى أشترى منك من متاع الجنة بالألف دينار ، فاقبلها منى ..



*******



وهكذا أنفق المؤمن (تمليخا) ماله كله فى سبيل الله (تعالى) .. وعاش فى الحياة يكد ويكدح ، ويعمل بيديه لتحصيل قوت يومه ،وهو راض وحامد وشاكر لربه ..

أما (قرطوش)الكافر ، فإن بقره ومواشيه قد نمت وكثرت ، وصارت له تجارة واسعة عريضة ، وأموال كثيرة لاتكاد تعد أو تحصى ..

وصار له من الأولاد الكثيرون ، ومن الخدم والعبيد والاتباع الكثير والكثير ..

ومن بين ممتلكات (قرطوش) التى وهبه الله (تعالى) إياها ، وأنعم بها عليه جنتان ..

فقد جعل الله (تعالى) لذلكالكافر الجاحد جنتين غاية فى الحسن والروعة والبهاء والخضرة والنماء ..

والجنة هى البستان كثير الشجر ، كثيف الأغصان ، التى تستر ما بداخلها وتحجبه بسبب كثافتها ..

جعل الله (تعالى) ل (قرطوش) جنتين مزروعتين بأشجار الاعناب الحلوة المثمرة ، وقد حفت الجنتان بأشجار النخيلالباسقة المثمرة بالبلح والتمر من كل جانب ..

ويتخلل أشجار النخيل والعنب وأنواع مختلفة من الزروعوالفاكهة المثمرة والخضراوات الناضرة ..

وكل أنواع الزروع والأشجار فى الجنتين مزهرة ومثمر بثمر غاية فى الروعة والجمال ، والجودة والحسنوالبهاء ، والطعم والمذاق ..

وكل جنة من الجنتين تخرج ثمرها كاملا ، ولا تنقص منه شيئا .. وقد جعل الله (تعالى) فى الجنتين نهرا ، تجرى منه المياه فى القنوات والجداول خلال الجنتين ، وتسقى الزروع والأشجار فى راحة ويسر ..



*******



مضيت الأيام والسنوات بالصديقين المفترقين ..

(تمليخا) مشغول بعبادة ربه وخالقه ، ويسعى فى العمل هنا وهناك من أجل تحصيل رزقه ورزق عياله .. وفى كل يوم يزداد ثقة بالله وإيمانا بقدرته ..

و(قرطوش) مشغول بتنمية أمواله ، وزيادة خدمه أتباعه وأعوانه ، حتى فاق أهل زمانه فى الغنى والثراء ، والقوة والنفوذ ..

وذات يوم نفد كل ما مع (تمليخا)من نقود ، ولم يجد من المال ما يسد حاجته ، وأغلقت فى وجهه أبواب الرزق ، لكنه لم يقنط ، ولم ييئس من رحمة خالقه ومولاه ..

وفجأة تذكر (تمليخا) صاحبه وشريكه القديم (قرطوش) فأشرق وجهه بنور الأمل ، وقال مخاطبا نفسه :

لو ذهبت إلى صديقى وشريكى القديم (قرطوش) وعرضت عليه أن يستخدمنى للعمل فى أحد بساتينه .. سيكون ذلك أفضل لى .. انه الان ثرى جدا ، وأعتقد انه لن يمانع فى إلحاقى بالعمل لديه ..

بل إنه قد يسره ذلك كثيرا ..

وهكذا ذهب (تمليخا) للقاء (قرطوش) ..

ذهب الفقير القانع الشاكر لقاء الغنى الجاحد الناكر ..

ذهب المؤمن للقاء الكافر ..



*******



سأل عن صديقه وشريكه القديم (قرطوش) فنظر اليه الخدم والحراس والاتباع بدهشة من ملابسه الرثة القديمة ،ومنظره الذى يوحى بالفقر والبؤس ، وبعد معاناة شديدة ، وأسئلة عديدة ، واوصلوه الى الحاجب الخاص ل(قرطوش) الذى نظر اليه شزرا ، وقال :

من انت ، ولماذا تريد مقابلة سيدى (قرطوش) ؟!

فقال (تمليخا) :

قل له صديق قديم ..

ولما دخل (تمليخا) على (قرطوش)لم يكد الاخير يعرفه ، حتى ذكره (تمليخا) بنفسه ، وما كان بينهما من صداقة قديمة ، وشركة فى التجارة ذات يوم ..

فنظر اليه (قرطوش) لم يكد الاخير يعرفه ، حتى ذكره (تمليخا) بنفسه ، وما كان بينهما من صداقة قديمة ، وشركة فى التجارة ذات يوم .. فنظر اليه (قرطوش) فى استخفاف ، وقال متهكما :

لقد تغيرت كثيرا وانحدرت كثيرا الى اليؤئ والشقاء ، لدرجة اننى لم استطع التعرف عليك .. ما الذى فعل بك ذلك ؟!

ألم نقتسم مال التجارة التى كانت بيننا مناصفة ؟!

فهز (تمليخا) رأسه بالايجاب ، وقال :

بلى .. هذا صحيح ..

قال (قرطوش) دهشا :

فماذا صنعت بمالك ؟! أين ضيعت الأربعةالاف دينار نصيبك حتى انحدرت الى هذه الحال ؟!

فقال (تمليخا) :

ففغر (قرطوش) فاه من الدهشة ، وراح يحملق فيه ، ثم قال مستفسرا :

تاجرت بها مع من ؟!

وقال (تمليخا) :

مع الله الهى وربى ..

اتسعت دهشة (قرطوش) ، وقال :

زكيف تاجرت مع إلهك هذا ؟!

فقال (تمليخا) بلهجة الواثق :

اشتريت من الله بالاربعة الاف اشياء كثيرة فى الجنة ، وهى خير وابقى من كل مال الدنيا .. انها صفقة رابحة بالتأكيد ..

فأطلق (قرطوش)ضحكة ساخرة ، وقال متشككا :

انى اراك من المصدقين ..

نظر اليه (تمليخا) ، وقال فى دهشة :

من المصدقين بماذا ؟!

قال (قرطوش) متهكما :

بيوم .. بالحساب والجزاء والعقاب .. بالجنة والنار .

قال (تمليخا) بلهجة المؤمن الواثق :

بالتأكيد ..هذا أمر مفروغ منه ، ويجب أن يصدق به ويؤمن به كل عاقل ، حتى ينجو ..

قال (قرطوش) متشككا :

ا اعتقد ذلك ..ما أظن الساعة قائمة ..

ثم اطلق ضحكة ساخرة ، وقال متهكما :

ما اراك يا (تمليخا) الا ساذجا احمق ، بل وسفيها ايضا ؛ لانك ضيعت اموالك فى شراء وهم كاذب ، والمتاجرة به ..

وسكت قليلا ، ثم صاح فى لهجة الظافر المنتصر :

أما انا فقد استثمرت امولى ونميتها فى المتاجرة الحقيقية وشراء الباستين والدور والضياع ، وكل ماترى حولك .. وقدربحت كثيرا ..

لقد صرت ثريا جدا ، وعلوت كل الاثرياء من حولى

تعال ايها البائس لترى جزءا من ثرائى وقوتى ..



*******



نهض (قرطوش) منفوشا كالديك ، وسار مع صديقه القديم (تمليخا) مختالا وفخورا ومغرورا كالطاووس ، وحوله الاتباع والاقوياء والاعوان والاشداء .. فلما اليهم قال متعاليا على صاحبه فى زهو :

أنا أكثر منك أموالا واكثر اعوانا واتباعا ..انا ثرى وقوى املك كل شىء ، وانت فقير معدم لا تملك اى شىء ..

ودخل (قرطوش) احدى جنتيه ، وهو معجب بنفسه ، وقد زاد الغرور زهوا وكفرا ، وتجبرا وكبرا ، وجحودا وانكارا لنعم الله (تعالى) عليه ..

وعندما جال ببصره فى ارجاء جنته الواسعة ، ورآها خضراء شاسعة ، تمتلىء بالزروع والاشجار المثمرة ، وتجرى فيها الجداول والقنوات بالمياه العذبة الرقراقة ، زاد غروره ، وقال متباهيا :

لا أظن ان جنتى هذه يمكن ان تهلك ابدا ، وحتى لو هلكت واحدة من هذه الاشجار لزرعت مكانها احسن منها ..

فقال (تمليخا) ناصحا :

لاتغتر بنعم الله (تعالى) عليك فتجحدها وتنكرها وتكفرها ، بدل أن تؤمن به وتذكره وتشكره .. وان هذه الجنة العامرة الناضرة يمكن ان تتحطم وتضيع فى لحظات .. يجب أن تعمل للاخرة ويوم الحساب

أطلق (قرطوش) ضحكة ساخرة ، وقال فى لهجة الواثق :

ما أظن أن تهلك جنتى هذه ابدا..وما اظن ان هناك بعثا أو حسابا ..وحتى لو قامت الساعة , ورددت الى ربى ، فسوف أجد لى عنده جنة افضل من هذه

فقال (تمليخا) مستنكرا :

ما الذى يجعلك واثقا هكذا ، وانت تنكر البعث والحساب والقيامة ؟!

قال (قرطوش) فى صلف وكبرياء :

ان الله لم يعطنى هاتين الحنتين ، وكل هذه الاموال فى الدنيا الا لحبه الشديد لى ، وكرامتى عليه ..

لو لم أكن محبوبا عنده اكثر منك جعلنى غنيا وجعلك فقيرا معدما ..

فقال له (تمليخا) مؤنبا :

ما هذا الهراء الذى تقول ايها الجاحد المغرور ؟! هل كفرت بالله الذى خلقك من تراب، ثم من نطفة ، ثم صورك فى اطوار ومراحل الخلق المختلفة حتى صرت رجلا ؟!

ان الذى خلقك اول مرة قادر على اعادة خلقك فى الاخرة وبعثك للحساب ومعاقبتك على كفرك ..

وسكت (تمليخا) لحظة ،

ثم أضاف قائلا فى ثقة واعتزاز :

أما انا فأقول خلاف ما تقول، واعتقد عكس ما تعتقد .. انا اقول ان الله هو ربى ، الذى لا اشرك به احدا ، ولا اعبد سواه .. وانا كلى ايمان وتصديق بأنه هو وحدهالقادر على بعث الاجساد بعد فنائها ، واحياء الموتى لحساب ..وانا معتز بإيمانى بالله ربى وخالقى ورازقى ولا اشرك أحدا فى عبادته وطاعته



*******



بهت (قرطوش) مما سمع ولم ينطق بكلمة .. أما (تمليخا) فقد تكلم ليرشده الى ما كان يجب عليه ان يقوله عند دخوله جنته ، فقال ناصحا :

((ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لاقوة الا بالله)) نظر اليه (قرطوش) وكأنه لم يفهم ، وقال متسائلا فى دهشة :

ما معنى هذا الكلام ؟!

قال (تمليخا) شارحا وموجها :

كان الاحدر بك حين دخلت جنتك واعجبك ما فيها من اشجار وثمار وان تقول : هذا من فضل الله ومن حسن انعامه ، فما شاء الله كان ، زما لم يشأ لم يكن ، ولا قدرة لنا على طاعته وعبادته الا بتوفيقه لنا ومعونته ومساعدته ..

وسكت (تمليخا) قليلا ، ثم قال ل (قرطوش) :

أنت ترى اننى فقير ، وتزهو على بكثرة مالك وأولادك اعوانك واتباعك ، وتفتخر بذلك ..

لم ينطق (قرطوش) بكلمة واضاف (تمليخا) قائلا :

وأنا أتوقع من فضل الله (تعالى) واحسانه بى أن يغير ما بى من الفقر الذى تعيرنى به ، وما بك من الغنى الذى تفتخر على به ، فبرزقنى خيرا من جنتك لايمانى به وبقدرته ، ويسلب منك جنتك الناضرة المثمرة ارضا ملساء منزلقة لا تثبت عليها الاقدام ، جرداء لا نبات فيها ولا شجر ، او ينضب ماؤها أو يغور فى باطن الارض ، فيجف نهرها ، ويتلف كل ما فيها من زرع هذا جزاء كفرك وعنادك وعدم اذعانك لدعوة الحق ..



*******



انتهى (تمليخا)المؤمن من وعظه ونصحه وارشاده لصديقه وشريكه القديم (قرطوش) الكافر..وكان من الواضح أن هذا الكلام لم ي}ثر فى (قرطوش) ولم يغير فيه شيئا ، فظل على كفره وعناده، و تكذيبه بيوم البعث والحساب ، وبالجنة والنار ..

وفجأة حدث كل شىء ..

تماما كما توقع (تمليخا) المؤمن ..

لقد ارسل الله (تعالى) على حديقة (قرطوش) الكافر الزاهرة الناضرة المثمرة ما دمرها وأباد زرعها وثمرها وشجرها ..

فجأة تغيرت الصورة تماما من النقيض الى النقيض ..

من الثمر والخضرة والنماء الى الدمار والبوار والفناء ..

اصبحت الجنة الناضرة فى لحظات مهشمة .. لقد دمر الثمر كله ، وابيد الزرع ، وحطم الثمر ، فلم يسلم منه شىء ..

وتغير منظر الكافر الجاحد تماما .. وقف الطاووس المزهو المغرور نادما تائبا مستغفرا ..

وقف ينظر الى ما حل بجنته من بوار وتدمير ، وهو يقلب كفيه فى اسف وحزن على ماله الذى ضاع ، وجهده الذى ذهب ادراج الرياح .. ثم قال فى ندم على انكاره الاخرة والبعث والحساب ..

ندم ولكن بعد فوات وقت الندم ..

عرف أخبرا ان له الها واحدا ، وانه ما كان يجب عليه ان يشرك به ..

ولم يكن احد قادرا على نصرته من الله ، او قادرا على تدارك ما حدث ، والحيلولة درن وقوعه وتدمير الجنة ، التى كان يزهو بها على صاحبه الفقير ..

وهنا .. فى مثل هذا الموقف الصادم المؤلم ، الذى يقع فيه العذاب من الله ، يرجع كل انسان الى خالقه (سبحانه وتعالى) ومولاه ، ويخضع له ..

هنا يكون الحكم الحق لله ، والفضل لله ، والخضوع لله ، والموالاة لله ،والتسليم والتفويض فى كل امر لله .. فهر وحده امور كلها خير ..



*******



على العاقل ان ياخذ العبرة والعظة من هذه القصة القرآنية ..

فلا يركن الى الحياة الفانية ، ويغتر بما اوتى فيها من نعم زائلة ، ويغفل عن الحياة الاخرة الباقية ، وينسى كل ما فيها من نعيم مقيم ، او عذاب شديد اليم ..

على العاقل ان يتعظ ، ويأخذ النصيحة من الاخوان الصالحين ، ولا يغتر بمال او جاه او سلطان ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالعاطى
مشرف
مشرف



عدد الرسائل : 390
تاريخ التسجيل : 13/06/2007

المُؤمِنُ وَ الكَافِر Empty
مُساهمةموضوع: رد: المُؤمِنُ وَ الكَافِر   المُؤمِنُ وَ الكَافِر Icon_minitime6/18/2007, 11:12 pm

موضوع رائع وجميل
شكرا لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
dr.sarah
عضو فعال
عضو فعال
dr.sarah


انثى
عدد الرسائل : 72
العمر : 30
اليلد : مصر
الحالة الاجتماعية : اعزب
تاريخ التسجيل : 27/05/2008

المُؤمِنُ وَ الكَافِر Empty
مُساهمةموضوع: رد: المُؤمِنُ وَ الكَافِر   المُؤمِنُ وَ الكَافِر Icon_minitime5/31/2008, 11:20 pm

الله يجزيك خيرا اختك سارة غباشي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمود غباشى
مدير عام المنتدى
مدير عام المنتدى
محمود غباشى


عدد الرسائل : 60
تاريخ التسجيل : 13/06/2007

المُؤمِنُ وَ الكَافِر Empty
مُساهمةموضوع: رد: المُؤمِنُ وَ الكَافِر   المُؤمِنُ وَ الكَافِر Icon_minitime6/5/2008, 1:22 pm

شكرا لك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://9q9q.yoo7.com
 
المُؤمِنُ وَ الكَافِر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب الزهراء بعين شمس :: المنتدى الأسلامي :: كل ما يتعلق بالاسلام-
انتقل الى: